الأحد، 24 يوليو 2016

ما بين أحمد راتب وإستيقان روستي

ما بين أحمد راتب وإستيفان روستي


    "بينما أتابع صور إلتقطت للفنان أحمد راتب عبر مواقع التواصل الإجتماعي والتي نشرت تحت عنوان ( أحمد راتب يتجول في شوارع الأسكندرية بملابسه الداخلية) إنتابتني مشاعر مختلفة لعل أكثرها عمقا هو الألم علي وصلت إليه قيم وأخلاقيات البعض منا ؛ وكذا مراهقة الفكر وإبتذال التداول ؛ وسرعان ما قفز إلي ذاكرتي صور الفنان الرائع إستيفان روستي والتي إلتقطت له خلسة بملابسه الداخلية وهو يقوم بغسل سيارته أمام منزله ؛ وكيف تداولناها وتعاملنا معها رغم إختلافنا حول قبولها أو رفضها بكل الأمانة وبمزيج من الإحترام والحب وهو عكس ما تعامل به البعض منا مع صور الفنان أحمد راتب ولكنها المسافة الشاسعة ما بين زمن الأخيار وتواصل الأشرار......".


الفنان أحمد راتب أحد الفنانين الملتزمين المشهود لهم بالإحترام في الوسط الفني ؛ فلم نعهده يوما مبتذلا في أعماله ذلك انه صاحب رؤية وفكر ولديه مبادئ وقيم أخلاقية لا يتنازل عنها ؛ ونري ذلك جليا من خلال أدواره الفنية ومدي الخصوصية التي تتمتع به حياته العائلية ؛ كما أننا لم يرتق إلي أسماعنا يوما أنه متهربا من سداد الضرائب أو متلاعبا في عقوده الفنية أو متعاطيا للمخدرات أو سائقا تحت تأثير الكحوليات أو معتديا علي ضباط الشرطة ؛ كما أن الفنان أحمد راتب لم يكن يوما داعما للمثليين أو مروجا للعري أو مدافعا عن الشواذ كما نري من بعض ممن أمتهنوا الفن في غفلة من ضمائرنا ووعينا ؛ أيضا لم يكن الفنان أحمد راتب متعاليا يوما في تعامله مع جمهوره متعجرفا ؛ أو متباهيا بما حباه الله من نعمة كبعض المراهقين من الفنانين حديثي العهد محدثي النعمة ؛ ولم يكن يوما الفنان أحمد راتب مشاغبا للمنتجين أو لصا ساطيا علي أدوار زملائه وبالتالي فهو ليس من حاصدي الأحقاد حاملي الضغائن .


 مجمل العبارة يا سادة أن أمام فنان خلوق يحترم نفسه وجمهوره ورسالته التي كرس حياته ليؤديها عبر أدواره الفنية الرائعة وإن قلت مساحتها الزمنية ؛ لذا لم يكن واجبا التعامل معه علي هذا النحو البغيض ؛ ولكن علينا أن نعترف أن كثيرا منا أصبح لديه من العدوانية ما يدفعه نحو تحطيم كل ما هو رائع ومخلص وأمين وفي ذات الوقت لديه من هذه العدوانية ما يدفعه نحو الإنتصار للفوضي والأكاذيب والإفتراءات وخلق الشائعات ؛ وقديما كانت الشائعات كلمات تطلق في الأذان أما اليوم فهي صورا وإيماءات وإيحاءات تنطلق كالرصاص عبر وسائل التواصل الإجتماعي فتخترق العقول المائعة ؛ وتجرح القلوب المتألفة ؛ وتدمر سمعة الأبرياء وتنتهك حرمات العائلات وتهتك أوصالها.


 نعم أيها السادة نحن في زمن الأشرار حيث الريادة للكذب المرتب الذي يحصد أقصي الإعداد من المتابعين والمعجبين والمشاركين ؛ نحن في زمن الشتات الإجتماعي لا التواصل الإجتماعي حيث نتبادل السباب والقذف بدلا من النقاش الموضوعي ؛ وندمر القيم والأخلاقيات وثوابت الدين بدعوي حماية الحقوق والحريات ؛ حتي اللغة العربية لغة القرآن الكريم لغتنا الجميلة وهويتنا الأصيلة لم تسلم من معاول هدمنا المسماة بالفرانكوأراب ذلك الشيطان الذي هاجمنا عبر شبكات التواصل ؛ وكأننا يا سادة في زمن أشرار التكنولوجيا وكلنا في هذه الجرائم شركاء متضامنون سواءا كان ذلك بالفعل أو بالصمت.


إن أحمد راتب لم يتجول في شوارع الأسكندرية بملابسه الداخلية للوثة أصابته أو أخلاقيات ودعته ؛ ولكنه كان يصنع لنا السعادة كما إعتاد عبر عمل فني جديد يضاف إلي رصيده المميز ؛ والحق أقول إن من تجرد من ملابسه وسار عاريا عبر شبكات التواصل هو كل من حمل أكذوبة أو شائعة ؛ وكل من حرض علي وطن وجيش وإنتهك الأديان وإزدراها وسعي في الأرض فسادا وإفسادا......                

#حافظوا_علي_مصر