الاثنين، 30 مارس 2015

ثبات أبي بكــــــر الصديق أمام فتنة الموت

 ثبات أبي بكــــــر الصديق أمام فتنة الموت


                    الموت فتنة عظيمة، والفراق ألمه شديد، وكم من البشر يسقطون في هذه الفتنة، إلا أن الصديق رضي الله عنه، كان كما عودنا رابط الجأش، مطمئن القلب، ثابت القدم أمام كل العوارض التي مرت به في حياته:
مات ابنه عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما شهيدًا، و تلقى الأمر بصبر عظيم، وبرضا واسع.
- وماتت أيضًا زوجته الحبيبة القريبة إلى قلبه أم رومان رضي الله عنها، والدة السيدة عائشة رضي الله عنها، وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه
ماتت في السنة السادسة من الهجرة في المدينة، بعد رحلة طويلة مع الصديق في طريق الإيمان، أسلمت قديمًا وعاصرت كل مواقف الشدة والتعب، والإنفاق، والإجهاد، والهجرة، والنصرة، والجهاد، والنزال،
كانت خير المعين لزوجها الصديق رضي الله عنه، ثم ماتت، وفارقت، وفراق الأحبة أليم، لكن صبر الصديق رضي الله عنه وأرضاه صبرًا جميلًا، وحمد واسترجع.
- ومات كثير من أصحابه وأحبابه ومقربيه، مات حمزة بن عبد المطلب، ومات مصعب بن عمير، ومات أسعد بن زرارة، ومات سعد بن معاذ، ومات جعفر بن أبي طالب، ومات زيد بن حارثة، وغيرهم كثير رضي الله عنهم أجمعين، ماتوا وسبقوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض فانتظر الصديق رضي الله عنه صابرًا غير مبدل:
{مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
- وجاءت فتنة كبيرة، فتنة موته هو شخصيًا رضي الله عنه وأرضاه، ونام على فراش لا بد من النوم عليه، نام على فراش الموت، فماذا فعل وهو في لحظاته الأخيرة؟
ماذا فعل وهو يعلم أنه سيغادر الدنيا وما فيها؟
ماذا فعل وهو سيترك الأهل والأحباب والأصحاب؟
هل جزع أو اهتز؟
حاشا لله، إنه الصديق رضي الله عنها وأرضاه، ها هو على فراش الموت يوصي عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ثبات، وثقة، واطمئنان: اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملًا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملًا بالليل لا يقبله بالنهار.
يحذره من التسويف، وتأجيل الأعمال الصالحة، ويحفزه على السبق الذي كان سمتًا دائمًا للصديق في حياته.
وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة، باتباعهم الحق في دار الدنيا، وثقله عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق غدًا أن يكون ثقيلًا،
وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة، باتباعهم الباطل في دار الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الباطل غدًا أن يكون خفيفًا، وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلتَ: إني أخاف ألا ألحق بهم.
وإن الله تعالى ذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم، ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلتَ: إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء.
ليكون العبد راغبًا راهبًا لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمة الله، فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت ولست تعجزه.
انظر إلى صدق الوصية، وحرص الصديق أن يصل إلى بكل المعاني التي كانت في قلبه إلى عمر بن الخطاب الخليفة الذي سيتبعه في خلافة هذه الأمة
ثم انظر إلى هذا الموقف العجيب، وهو ما يزال على فراش الموت، استقبل المثنى بن حارثة رضي الله عنه قائد جيوش المسلمين آنذاك في العراق، وكان قد جاءه يطلب المدد لحرب الفرس، فإذا بالصديق الثابت رضي الله عنه لا تلهيه مصيبة موته، ولا تصده آلام المرض، وإذا بعقله ما زال واعيًا متنبهًا، وإذا بقلبه ما زال مؤمنًا نقيًا، وإذا بعزيمته، وبأسه وشجاعته كأحسن ما تكون، أسرع يطلب عمر بن الخطاب الخليفة الجديد، يأمره وينصحه ويعلمه، قال:
اسمع يا عمر ما أقول لك، ثم اعمل به، إني لأرجو أن أموت من يومي هذا، فإن أنا مت فلا تمسين حتى تندب الناس مع المثنى، ولا تشغلنكم مصيبة، وإن عظمت عن أمر دينكم، ووصية ربكم، وقد رأيتني مُتَوَفّى رسول الله وما صنعت، ولم يُصَب الخلق بمثله، وإن فتح الله على أمراء الشام، فاردد أصحاب خالد إلى العراق (سيدنا خالد بن الوليد كان قد انتقل بجيشه من العراق إلى الشام)، فإنهم أهله وولاة أمره وحده، وهم أهل الضراوة بهم والجراءة عليهم.
أرأيتم كيف يكون الصديق رضي الله عنه وهو في هذه اللحظات الأخيرة؟
لم ينس الجهاد، ولم يشغل عن استنفار المسلمين، أرأيت كيف أنه وحتى اللحظة الأخيرة في حياته ما زال يعلم ويربي ويوجه وينصح؟
هذا هو الصديق الذي عرفناه.
ودخلت عليه ابنته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو في آخر اللحظات، ونفسه تحشرج في صدره، فآلمها ذلك، فتمثلت هذا البيت من الشعر:
لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
أي لا يغني المال عن الإنسان إذا جاء لحظة الوفاة، فخشي الصديق رضي الله عنه أن تكون قالت ما قالت ضجرًا، أو اعتراضًا، فتقول عائشة رضي الله عنها، فنظر إلى كالغضبان، ثم قال في لطف:
ليس كذلك يا أم المؤمنين، ولكن قول الله أصدق: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}
هكذا ما زال يربي ويعلم، ثم جاءوا لهم بأثواب جديدة كي يكفن فيها فردها، وأمر أن يكفن في أثواب قديمة له بعد أن تعطر بالزعفران، وقال:
إن الحي أحوج إلى الجديد ليصون به نفسه، إنما يصير الميت إلى الصديد وإلى البلى.
هكذا بهذا الثبات العظيم، وأوصى أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وأن يدفن بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخر ما تكلم به الصديق في هذه الدنيا قول الله تعالى: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
كل هذه الفتن تهون، وتضعف، وتتضاءل أمام الفتنة العظمى، والبلية الكبرى، والمصيبة القصوى التي لحقت به وبالمسلمين، لما مات ثمرة فؤاد الصديق، وخير البشر، وسيد الأنبياء والمرسلين، وحبيب الله، لما مات النور المبين الذي أضاء الأرض بنبوته، وعلمه، وخلقه، ورحمته، لما مات رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم.
أعظم فتنة مرت بالصديق رضي الله عنه، وأعظم فتنة مرت بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وكان من فضل الله على الصديق رضي الله عنه أنه مَنّ عليه بثبات يوازي المصيبة، وبوضوح رؤية يقابل الفتنة، وبنفاذ بصيرة يكشف البلوى، وينير الطريق للصديق ولمن معه من المسلمين.
وفي ثبات الصديق رضي الله عنه يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الصديق رضي الله عنه جملة قصيرة لكن عظيمة المعاني قال: كان الصديق رضي الله عنه كالجبل، لا تحركه القواصف، ولا تُزيله العواصف.
 

الخميس، 26 مارس 2015

مسافة السكة ياريس

مسافة السكـــة ياريس

             منذ منتصف ليل البارحة وقوات التحالف العربي تشق طريقها لتخليص الشعب اليمني الشقيق من براثن الحوثيين الفوضويين في معركة هي الأغلي في تاريخ العرب الحديث ؛ ذلك أن ظاهرها الأصيل هو دعم الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ؛ والحفاظ علي وحدة اليمن السعيد والذي لم يصبح سعيدا أبدا بعدما ناله ما ناله من خراب ودمار .


ولكن علينا أن ندرك حقيقة المعركة التي هي رسالة عربية عنيفة للولايات المتحدة الأمريكية وأيران وتركيا ؛ فرغم إختلاف هوية كل منهم ورغم مانراه من صراع مفتعل بين أمريكا وإيران إلا أن الهدف لديهم جميعا كان دائما هو زعزعة إستقرار الوطن العربي وإفتعال الأزمات وتعضيد دور الحركات الإنفصالية تحت ستار حقوق الأقليات تارة ؛ وتداول السلطة تارة ؛ وتارة أخري تعميق الممارسة الديمقراطية ؛ وما أكثر المبررات التي تسوقها هذه الدول ولكل أطماعه في هذه المنطقة الرائعة من العالم تاريخيا وجغرافييا ومعينا من ثروات لا ينضب.

الولايات المتحدة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة في مصر وما يتبعها من نتائج تغيرت معطياتها في هذه المنطقة أصبحت دجاجة مذعورة ؛ فكل الأوراق أختلطت ؛ وتاهت مخططاتها التوسعية والإستعمارية وضاعت أحلام الهيمنة ؛ وأنكشف المستور وراء شعاراتها البراقة ؛  وسقط العملاء والخونة وأصبحت الشعوب العربية تدرك جيدا ما يحاك لها .




ومن واقع هذه المعطيات الجديدة والتي تختلف تماما عن معطيات حرب الخليج تحركت الدول العربية كالإعصار من أجل الحفاظ علي الأمن القومي العربي والذي هو جوهر عاصفة الحزم ؛ ذلك المصطلح الذي بات يفرض نفسه الآن علي معطيات القادة العرب في كل قرار يتخذ بعد فترات من إندثاره نتيجة الخلافات العربية العربية ومساعي دولا لقيطة لتوسيع هوة الخلاف العربي  ؛  ومن ثم خرجت من ادراج النسيان إتفاقية الدفاع العربي المشترك لتوجه رسالة قوية إلي العالم ممثلا في منظمته الدولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن نحن لسنا بحاجة إلي غطاءكم الدولي وفصلكم السابع الممزق والمهلهل من جراء إزدواجية المعايير وما تمارسه الدولة الأولي في العالم وحليفاتها من دعارة سياسية قميئة أفقدتهم الثقة والمصداقية والأحترام بين كل شعوب العالم التي تعاني سوء فعلهم وعظيم جرمهم.   
نعم أيها السادة فقوات التحالف التي تحرر اليمن الآن من براثن الحوثيين تكتب شهادة ميلاد جديدة لقوة عسكرية ناهضة تفرض نفسها بقوة وإحترام علي الجميع ؛ ولتعيد التوازن لموازين القوي في العالم .... التوازن القائم علي الحق والعدل والخير ؛ التوازن القائم علي نصرة المظلوم ونجدة الملهوف دون متاجرة أو مساومة ؛ وقريبا ستقول هذه القوة لكل القواعد الأمريكية في المنطقة وداعا فنحن قادرون علي حماية مقدراتنا بعيدا عن زيفكم وأطماعكم .




الحكومة الإيرانية منذ ليلة البارحة تصرخ كعويل العاهرات في قبضة شرطة الأداب مطالبة بوقف عاصفة الحزم التي تقوم بها قوات التحالف العربي في اليمن ؛  فالأخطبوط الفارسي تتقطع أذرعه في المنطقة يوما بعد يوم ؛ فأمس أنتهي دورهم في أثيوبيا بعد توقيع إتفاقية المبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا في شأن سد النهضة ؛ وانتهي دورهم في السودان بعد غلق كل المكاتب الأيرانية في الشقيقة العربية  والتي أشتركت وللمرة الأولي ضمن قوي التحالف العربي في عاصفة الحزم ؛ وبالأمس أنتهي دورهم في مصر وعملاءهم الخونة والجواسيس من تنظيم الأخوان المسلمين لدينا الآن في السجون ؛ واليوم تتقطع أوصالهم في اليمن السعيد ؛ وغدا في جنوب لبنان وغزة وليبيا وفي كل مكان بالعالم فهم محاطون بالكراهية والبغض من فحش سبيلهم ورذيلة أفكارهم ودناءة ردائهم.  




الرسالة موجهة أيضا إلي الحكومة التركية ؛ عليكم كمثيلتكم الفارسية أن تتخلوا عن أحلام الهيمنة والتوسع فلا عودة إلي الأمبراطورية العثمانية ؛ ولن يكون أردوغان أو غيره خليفة للمسلمين ؛ أغلقوا أبوابكم ولتظل أقصي أحلامكم الإنضمام للإتحاد الأوروبي ولن تنالوه مهما تنازلتم وتنازلتم ؛ فأنتم مجرد عصا انكسرت ؛ وعميلا تعرت عورته ؛ ومهرجا ما عاد يضحك أحدا ؛ وساحرا أنكشفت كل حيله فأنقلب عليه سحره .


يا كل المتأمرين أحذروا وحدة العرب واحذروا غضبة العرب ؛ وأحذروا هذا الجيل من الزعماء العرب ؛ فالعرب باقون بمشيئة الله ؛ ربما سينزلون عليكم من السماء ؛ أو من شقوق الأرض سيخرجون ؛ أو مع هبة ريح سيأتون ؛ لأن تلبيتهم (مسافة السكة) هكذا قال الرئيس السيسي ولم يكذب ولم يبالغ ؛ فلن يقهرهم أحد مهما بلغت قوته لأنهم مترابطون .. متحدون ..مستمسكون بعروبتهم .. معتصمون بدين الله إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.  


الأربعاء، 25 مارس 2015

حقـــــوق المـــــرأة في المجتمعات الرشيـــدة

حقوق المــــــرأة في المجتمعات الرشـــــيدة



            
           ظلت حقوق المرأة لعقود طويلة من الزمن شعارا تائها بين زيف الشعارات وجهل المفاهيم ؛ ووسط هذا الزيف والجهل لم تجن المرأة بإستثناء حقها في التعليم إلا منحا من فتات أعتبرتها هي في عقيدتها مكتسبات رغم يقينها أن المانح قادر أن يرفع منحته ويقبض عنها يده  ؛ هذا الفتات الذي لا يعدو كونه كوتة في مجلس تشريعي ؛ أو قاضية بلا منصة ؛ أو حتي حكم في نزالات رياضية لا يراها أحد .

 وهكذا أستمرت المؤتمرات تعقد والشعارات ترفع ؛ ويعلو الصخب والضجيج عن حقوق المرأة والتي أري اول ما أري أنها مع ثقافة شعبية متردية أدت إلي خراب بيوت ؛ وضياع أسر ؛ وتشرد أطفال أبرياء ؛ وطوابير لا حصر لها أمام المحاكم ؛ لقد صدر لنا الغرب قضية أراها سببا حقيقيا في خلق جروحا مجتمعية عميقة  ؛ ومحاولات هي الأكثر خطرا من أجل طمس هويتنا الدينية والثقافية.  

لقد بات ما أقول وأري في هذه القضية الشائكة عقيدة راسخة وأنا أري الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحرك بشدة دونما مؤتمرات أوشعارات تملأ الدنيا صخبا نحو سداد ديون الغارمات ؛ ويوما بعد يوم يفك قيود غارمات ألقي بهن في غياهب السجون لضيق ذات اليد ؛ فلا جريمة سوي أنهن أردن الستر لبناتهن أو معاونة أبنائهن في زواج يقيم شرع الله .

جوهر فكرة الرئيس هو ترسيخ دور الوطن في إحتواء المرأة وتوفير سبل الأمان الإجتماعي والحماية المجتمعية ؛ لأن المرأة هي الأسرة والتي بدورها نواة هذا المجتمع ؛ فوجود أم خلف القضبان في قضايا إنسانية هو ضياع لأسرة بكاملها ؛ في نفس القضية يبرز لنا الرئيس مسلكا دينيا قويما ألا وهو قضاء الدين عن المدينيين ؛ وهو الأمر الذي لم يخرج علينا به رجل أعتلي الرئاسة عنوة في عباءة الدين أو أحد من جماعته التي رفعت لعقود طويلة شعار الأسلام هو الحل ونفضت يدها منه علي أبواب القصور الرئاسية ؛ وعلي الجانب الأخر الفكرة لم تخرج من فضيليات المجتمع اللأئي يرتدن مؤتمرات حقوق المرأة والتي تعقد في كبريات الفنادق والأندية.

قبل إنتخابه للرئاسة عقد السيسي مؤتمرا إنتخابيا حث فيه نساء مصر علي تشجيع أبنائهن وأزواجهن علي الذهاب إلي صناديق الأقتراع بغض النظر عن إنتمائتهم  لأي مرشح من أجل تفعيل الممارسة الديمقراطية ؛ وتعجب الشعب من الهدف وراء ذلك الأمر ؛ ومتي كانت المراة معنية بهذا الدور ؛ والحقيقة أن الرئيس كان يؤكد  للمرأة دون مؤتمرات ودون وعود ودون شعارات أنت عضو فاعل في المجتمع ؛ وان العضو الفاعل لا ينتظر كوتة في البرلمان ولا ينتظر منحة من أحد  بل هي عضو فاعل أينما وجدت وخاصة في الأسرة التي هي رئيس برلمانها ؛ أليس هذا حقا من حقوق المرأة أن يراها الرئيس هكذا بل ويدفعها لممارسة أدوارها السياسية من خلال مجتمعها الصغير.

أيضا تحدث السيد الرئيس إلي المرأة مباشرة في دورها في تخفيض إستهلاكات مصر من الطاقة الكهربية ؛ واذكر أنه قال نصا وبتلقائية فريدة وعميقة  (ليه بخاطب المرأة؟ لأن هي اللي بتلف الشقة ورا جوزها وولادها وتطفي أنوار الغرف بعد خروجهم منها  ؛ وأنها هي التي ستدفعهم لترشيد الطاقة وزيادة الوعي لديهم) ؛  هذه هي حقوق المراة كما يراها الرئيس المرأة كيان عامل فاعل في المجتمعات التي تسعي أن تكون رشيدة.

صبيحة إنتخابه للرئاسة  ذهب الرئيس إلي أحدي المستشفيات ليعتذر لمواطنة كانت تحتفل بفوزه في إنتخابات الرئاسة وتعرضت للتحرش من أفراد من الجماعة الإرهابية ؛ نعم الرئيس ذهب لأمرأة يعتذر لها ويتعهد بأن هذا لن يتكرر ثانية ؛ أليس هذا حقا من حقوق المرأة أن تشعر بكرامتها ؛ وان الدولة ترتج أركانها لها عندما تهان في بلدها .


فقط أطرح سؤالا لمن لا يري ولا يسمع : لمن كان يمنح وسام الكمال أعلي واغلي أوسمة الدولة التي تمنح للمرأة قبل أن يمنحه الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا العام للأمهات المثاليات البسيطات؟

أدعو الجميع لمتابعة صور السيد الرئيس عندما يقابل أما عجوز ؛ كيف يتحدث لها ؟ كيف تكون مشاعر الأحترام مرتسمة علي خلجاته ؟ كيف تكون علامات العطف والحنو نابعة من قلبه؟ أليس هذا حقا من حقوق المرأة نالته عندما شعرت أن رئيس الدولة يتعامل معها علي هذا النحو وأنها القيمة المقدرة المصونة ؟



يا كل المتشدقين بحقوق المرأة : صمتا فانتم لا تعرفون عن ماهية ما تتحدثون ؛ فقد أنبري من أرض مصر رئيس يدرك جيدا حقوق المرأة في المجتمعات الرشيدة ؛ هو يفعل ويفعل بدافع من ضميره الإنساني ووازعه الديني فيبدع في العطاء ؛ ويعطي دائما المثل والقدوة للشعب ؛ فهو زعيم من طراز فريد يرتقي بهذا الشعب فكرا وخلقا ووطنية جياشة بعد سنوات أربع هي أسوا ما مرت به مصر في تاريخها ؛ إن هذا الرئيس منحة السماء و ضمير الوطن .  

الخميس، 12 مارس 2015

رسالة إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي


رسالة إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي

السيد الرئيس / عبد الفتاح  السيسي 
رئيس جمهورية مصر العربية

تعجــــز كل الكلمات عن تقديرك وتقدير ما تقدمه لهذا الشعب وهذا الوطن ؛ ساعات قليلة وينطلق المؤتمر الإقتصادي بشرم الشيخ ؛ جموع المصريين تتابعك وأنا واحد منهم بكل الحب والوطنية والفداء والإصرار تلك القيم التي أعدت إكتشافها وطرحها علي مرادفات الشعب المصري بعد سنوات عجاف صعبة دامية .
سيأتي التاريخ يوما ليكتب أسمك بحروف من نور ؛ وسنجلس في ليالي دافئة لنحكي لأبنائنا واحفادنا عن الشاطر عبد الفتاح السيسي الذي أعاد شمس الأمل لتشرق علي وطن حجبت خفافيش الظلام عنه كل مفردات الحياة ومعاني الإنسانية والخير .

أمض سيادة الرئيس فتراب مصر الطاهر يهتف بأسمك وكلماتك لنا ؛ وتتغني بأصالتك مياه النيل  ؛ المساجد تتهجد مآذنها  لسلامتك والكنائس تعلو ترانيمها أن تحفظك العناية الإلهية ...
أمض سيادة الرئيس علي بركة الله وجماهير الشعب  بأحلامه وطموحاته من خلفك وحولك تبارك خطاك وتعاهدك علي البذل والعطاء.... فالمستقبل قادم إن شاء الله
علي بركة الله إبن مصر البار عبد الفتاح السيسي يا أغلي وانبل من انجبت مصــــــــر 

رسالة إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي ......رسالة من قلب كل مصري عاشق لتراب هذا الوطن لفارس هذا الوطن وهذا الزمان .......



الجمعة، 6 مارس 2015

فضلا عد إلي المعادي

..... فضلا عد إلي المعادي

                           تابعت ببالغ من الأهتمام وكثير من شعب مصر ما أثير مؤخرا حول السيد هاني المسيري محافظ الأسكندرية والسيدة الجليلة قرينته وكنت أود ألا يواجه السيد المحافظ الجديد هذا الهجوم الضاري في بداية توليه منصبه .


إن السيد المحافظ وهو من صفوة رجال الإدارة في مجال الأعمال والصناعة الذين يتمتعون بمهارات الإدارة التي تقودهم إلي النجاح في هذا المعترك الشائك ويدرك جيدا حساسية المنصب ومتطلباته ؛ كما يدرك جيدا أن المنصب القيادي في الدولة رهن التقييم الدائم والمستمر وهو التقييم الشعبي والرسمي و الذي لا يغفل العلاقات الإجتماعية والتصرفات الشخصية أيضا لا يغفل أهمية التصريحات التي تصدر عن المسئول والتي يجب أن تكون دقيقة ولا تحتمل اللبس ولا تصدر في لحظات أنفعال أو تهور أو إستخفاف بالرأي العام.  
  


ولكن أتت تصريحات السيد المحافظ مخيبة للأمال ليس فقط علي المستوي القيادي ولكن المستوي الشعبي لتضع علامات إستفهام حول مستقبل الأسكندرية تحت إدارته.
فالسيد المحافظ أنبري في وسائل الأعلام مدافعا عن حضور السيدة قرينته لإجتماعات المحافظة ؛ ولجولاته الميدانية  مبررا أنها خبرة وأننا في عصر منفتح وأنه لا يستطيع أن يمنع يدا تمتد بالمساعدة والمشاركة....!!
فهل السيدة قرينة السيد المحافظ هي الخبرة الفريدة والوحيدة في جمهورية مصر العربية لتنفرد بهذا الدور وهل نضبت الأسكندرية معينها من السيدات الفضليات اللائي يضطلعن بهذا الدور؟  وهل تجربتها في حي المعادي صالحة للتطبيق والنجاح في محافظة بحجم الأسكندرية ؟ وهل يمارس العمل التطوعي من داخل أروقة ديوان عام المحافظة ؟
إن جواز المرور للسيدة قرينة المحافظ  لهذا الدور وهذا الحضور هو كون زوجها محافظا للاسكندرية فلم نراها قبل ذلك ولن نراها بعد تركه المنصب.  
وقد بدا السيد المحافظ مرتبكا مشتتا في رده علي ذات الموضوع عندما أراد أن يذهب بنا نحو أن القضية هل نوافق علي عمل المرأة أم لا ..... وهكذا حول السيد المحافظ إستخفافا بنا القضية إلي قضية حقوق المرأة و .......و ............ وكان من الأفضل من وجهة نظري أن يصمت لأنه حقيقة زاد الطين بله وطرح العديد من الأسئلة ولعلها ذلك السؤال الذي بات يؤرق الكثيرين وخاصة من أصحاب الخبرات القيادية  هل سيتعامل السيد المحافظ مع مشكلات العاصمة الثانية عروس البحر الأبيض المتوسط بهذه العقلية وبهذا الفكر ؟  
السيد المحافظ  لديه فرصة ذهبية لأن يذكره تاريخ هذه المدينة العريقة ؛ وان تكون بداية إنطلاقه في عالم السياسة ؛ فالأسكندرية بعد  أحدا ث 25 يناير وما أفرزته من تسيب وبلطجة وإنفلات وإنهيار في المرافق لهي بيئة خصبة للعودة إلي الأنضباط والتألق والأزدهار وجموع الشعب السكندري لديها الطموح وتنتظر عمل المحافظ وفريقه ومعاونيه ولكن .............
السيد المحافظ بعيدا عن الشارع ؛ هو لا يري حقيقة الوضع وربما طبيعة مهامه وكيف يوجه مرؤوسيه  فلو فكر أن يخرج يوما منفردا إلي شوارع الأسكندرية المختلفة بإستثناء الكورنيش وطريق الحرية لواجه  مسئولياته ولسمع أنين الناس في الشارع السكندري.
هل لدي السيد المحافظ حصر لعدد مغاسل السيارات الغير رسمية والمنتشرة بكل شارع في الأسكندرية ؟ هل يدرك المحافظ كم تستنزف هذه المغاسل من المياه المسروقة من الدولة والمهدرة في الوقت الذي نخوض فيه حربا ضارية من أجل الحفاظ علي مياه النيل؟ هل يدرك السيد المحافظ من أين تأتي هذه المغاسل بالكهرباء (المسروقة أيضا) اللازمة لإدارة طلمباتها؟ هل يدرك السيد المحافظ أثر هذه المغاسل علي سلامة الطرق ومن ثم سلامة السيارات والشاحنات ؟ هل يدرك السيد المحافظ الضغط التي تتحمله شبكات الصرف نتيجة هذه المغاسل العشوائية ؟ هل أجتمع السيد المحافظ مع أجهزة المحافظة المعنية للقضاء علي هذه الظاهرة المدمرة؟
هل لدي السيد المحافظ حصر بالمواقف العشوائية لسيارات الميكروباص والتوك توك في مختلف شوارع الأسكندرية والتي تسبب إختناقا بالغ الصعوبة في حالة المرور في كل ساعاتنا التي أصبحت جميعا ساعات ذروة؟ هل لدي سيادته علما بكم البلطجة والتحرش التي تفرزها هذه المواقف العشوائية علي المواطن السكندري ؟ هل أجتمع السيد المحافظ مع معاونيه واجهزته المعنية لوضع خطة لهذا الوضع المتأزم؟

هل يدرك السيد المحافظ أن القمامة مازالت تحتل شوارع الأسكندرية بؤرا للامراض والحشرات ؟ هل يدرك السيد المحافظ أن مهمته الأصيلة ليست رفع القمامة بل وضع آلية لتبقي الشوارع نظيفة جميلة طوال الوقت؟
هل يدرك السيد المحافظ عدد الأكشاك العشوائية التي أحتلت الأرصفة وبات المواطن المسكين لا يجد مكانا آمنا لسيره ؟ ماذا فعل المحافظ .....؟؟!!
هل يدرك السيد المحافظ كم من كلب ضال بشوارع الأسكندرية ؟  هل يدرك السيد المحافظ أن بعد أحداث 25 يناير بات علي كل ناصية وفي كل شارع عدد من البلطجية والمارقين ومعهم كلاب ضالة (غير مرخصة) للأستعراض وترويع الآمنين وتعريضهم للخطر؟  هل أجتمع السيد المحافظ بأجهزته ومعاونيه للحد من الظاهرة المريعة أم سينتظر حتي تتكرر كارثة القاهرة ؟

السيد محافظ الأسكندرية
النماذج السابقة جزء قليل من كثير وكثير وكثير يجتاح شوارع الأسكندرية ؛ النجاح في حلها لا يحتاج إلي تكاليف وميزانيات ضخمة ؛ ولكن النجاح فيها سيعطي دلالة واضحة أن مصر بعد ثورة30 يونيو دولة ذات مؤسسات تفرض قوة القانون وتحمي مواطنيها ؛ دولة تحترم معايير الجودة لأدمية المواطن البسيط ؛ وعليك أن تدرك أن النجاح في الأنتصار للمواطن البسيط هو قاعدة لخلق التميز والتطور والتقدم .
المنصب ليس تشريفا وليس أسهما في بورصة الأعمال فالسيد رئيس الجمهورية سريع الخطي والسماء هي سقف طموحه و أحلامه لهذا الوطن وهذا الشعب ..... رئيس بعبق العسكرية الشريفة المناضلة لا يقف ولا يتراجع ولا يتخاذل ؛ وبالتالي معاونيه من وزراء ومحافظين وكافة أجهزة الدولة يجب ان يكونوا علي مستوي سرعته يعملوا ويبتكروا ويحققوا ما تسمو إليه بلادنا وما ينتظره شعبنا  ....


سيادة الدكتور المحافظ عليك تجاوز ما حدث ونحن معك وأنهض وأنزل إلي الشارع منفردا ؛ أقرأ الوضع عن قرب وأنظر بعين المواطن وأنتصر للشعب ينتصر لك الشعب قبل أن يهتف ضدك فضلا عد إلي المعادي .........