الأربعاء، 9 مارس 2016

حماية الدستور أم الوصاية علي الشعب !!

حماية الدستور أم الوصاية علي الشعب!!


    " شغل السيد عمرو موسي منصب وزير الخارجية لسنوات طويلة قبل أن يدفع به الرئيس الأسبق حسني مبارك أمينا عاما لجامعة الدول العربية كما فعل مع الراحل الوطني د. بطرس غالي كأمينا عاما للامم المتحدة وكذا محمد البرادعي كرئيس لمنظمة الطاقة النووية ؛ وعقب احداث الخامس والعشرين من يناير تخلي عمرو موسي عن منصبه كأمين عام جامعة الدول العربية طواعية متجها إلي ميدان التحرير معتبرا أن الطريق إلي الإتحادية يبدأ من الميدان  بعد أن أدار ظهره لنظام مبارك الذي كان أحد أبرز رموزه ممتطيا الأحداث مقدما نفسه كأحد أهم البدائل كما فعل غيره ؛ ثم مؤسسا لحزب المؤتمر الذي مات إكلينيكيا عقب فشل مؤسسه في إنتخابات الرئاسة الأولي بعد تنحي الرئيس مبارك والتي أعف عن ذكر عدد ما حصده موسي من أصوات الناخبين إحتراما لتاريخه الدبلوماسي وما أداه للوطن ؛ ثم عضوا في جبهة الإنقاذ ثم تواري بعد عزل محمد مرسي بإرادة شعبية ؛ وليطرح عمرو موسي علي الساحة السياسية مرة أخري رئيسا للجنة إعداد الدستور ؛ وربما يعتقد البعض أنها نهاية مرضية لسياسي ودبلوماسي يجب أن يحافظ علي سيرته وتاريخه إلا أنه لم يقنع...!!".


في فعل غير متوقع من دبلوماسي المفترض أنه يتمتع بحنكة سياسية وبضمير وطني وبقراءة متأنية وعميقة للأحداث بل ويجيد التعاطي معها أعلن السيد عمرو موسي تدشين لجنة حماية الدستور من داخل نقابة الصحفيين ؛ وهنا لابد وأن نتوقف ونتساءل ليجيبنا عمرو موسي علي أسئلة عديدة تدور في الأذهان :


ممن سيحمي عمرو موسي ولجنته الدستور؟

من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ليس له الحق في إجراء أي تعديل علي الدستور دون الرجوع إلي مجلس النواب ثم بعد الموافقة يتم طرح التعديلات لأستفتاء شعبي ؛ أم من مجلس النواب المنتخب بموجب إنتخابات حرة نزيهة شهد بنزاهتها المراقبون داخليا وخارجيا غير انه علينا ألا نتناسي أنه في حال موافقة مجلس النواب لابد من طرح التعديلات علي الشعب للأستفتاء عليها ؛ أم أن عمرو موسي ولجنته يريدون حماية الدستور من الشعب الذي ربما يرونه غير ذي أهلية ويحتاج إلي الوصاية عليه ؟


من كلف عمرو موسي ولجنته بمهمة حماية الدستور؟

لا أعتقد أن السيد عمرو موسي وأعضاء لجنته يحملون تفويضا من الشعب ؛ أو من جهات رسمية مصرية بحماية الدستور ؛ وأن علاقة السيد عمرو موسي بالدستور قد تحولت من رئيس لجنة الإعداد إلي علاقة مواطن مصري من تسعين مليون تعداد الشعب المصري بالدستور له حقوق وعليه واجبات ؛ وأن حماية الدستور بعد إقراره من الشعب هي مسئولية الشعب من خلال ما يدعي إليه من إستفتاءات علي أي تعديلات وعمرو موسي هنا لا يمثل إلا نفسه صوتا كباقي أصوات المصريين.


ما الهدف من الإعلان عن لجنة حماية الدستور الأن وهل ثمة علاقة بين اللجنة وما طرحه حمدين صباحي من (حان وقت إعداد البديل) ؟ 
   
توقيت الإعلان عن هذه اللجنة مريب ويدعم بشدة شق الإصطفاف الوطني ؛ ويعطي إيحاءا للعالم أن مصر دولة غير مستقرة وأن هناك ثمة صراعات داخلية وهذه الأفعال ستقوض جذب الإستثمار وتعرقل خطوات إعادة البناء وتطيح بأمال التنمية ؛ بل إن في ذلك إستعداء علي الوطن وإستدعاء للخارج ولا أعتقد أن عمرو موسي يجهل ذلك وأتمني ألا يكون متعمدا لأنها مغامرة غير محسوبة ولا أحبذ إستخدام كلمة مؤامرة ؛ خاصة وهي جاءت مع طرح حمدين صباحي لمبادرة (حان الوقت لإعداد البديل) ؛ أم أن الأمر متعلق بترشيح مصر للسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق أمينا عاما لجامعة الدول العربية ؛ وكل هذا معناه أنكم تقايضون علي الوطن والشعب بلا مقابل.


لماذا إختيرت نقابة الصحفيين مقرا للجنة حماية الدستور؟

لا أحد يستطيع أن يجزم أن هذا الإختيار قد جاء بمحض المصادفة ؛ أو لتاريخ النقابة في العمل الوطني أو هذه الجمل الإنشائية المرسلة ؛ خاصة وأن الجميع يري أن أيد خفية تحاول العبث بالوطن من داخل النقابات ؛ فالمتابع يري إضرابات بمبررات مفتعلة لعدد من فئات المجتمع ؛ وأن هناك محاولات تصدير للفوضي والعنف وإفتعال الصدامات مع مؤسسات الدولة ؛ ولماذا لم يتم تدشين اللجنة من داخل حزب المؤتمر ؟ ومن هنا ينبثق سؤال أكثر أهمية و يعضد ما أطرحه ألا وهو ما الآليات التي ستتخذها هذه اللجنة لحماية الدستور في دولة مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية ؛ وممن تستمد اللجنة سلطاتها ؛ ومن أين تأتي بتمويلها ؟
أتمني أن يجيب علي هذا السؤال رجل رشيد .....!! وهنا لا أريد أن يذهب ظني إلي نوايا اللجوء إلي الشارع بدعوي التوعية فما بين التوعية والتحريض خيط رفيع أو الأستقواء بالخارج تحت مظلة حماية الحريات والحقوق ؛ ولكننا جميعا ننتظر إجابات واضحة ومحددة وصريحة بعيدا عن دبلوماسية تجيدونها لأنكم تتحدثون إلي شعبكم.


وفي النهاية عليكم أن تدركوا أن الأوطان أغلي ما تمتلك الشعوب ؛ وعند الشعوب الواعية تتعاظم قيمة الوطن ؛ والشعوب تنشد الأمن والإستقرار ولا تغفر لمن يساوم أو يقايض علي مقدراتها ؛ وعليكم ان تدركوا أن السعي إلي المناصب علي أحلام البسطاء وتطلعاتهم لعنة ستصيب كل المقامرين والمقايضين والمغامرين.


عمرو موسي كلمة أخيرة إحرص علي أن تكون الخواتيم جيدة ولا تركن إلي البدايات مهما كانت جميلة .


#حافظوا_علي_مصر