الجمعة، 4 مارس 2016

كمينا مجتمعيا لا كمينا شرطيا

كمينا مجتمعيا لا كمينا شرطيا


" لم يكن كمينا شرطيا بقدر ما كان كمينا مجتمعيا يجدر بنا أن نتوقف أمامه لنكتشف ذلك المستنقع اللأخلاقي المتورط فيه جماعات وأفراد ينخرون في جسد الوطن ويسعون سعيا حثيثا لتقويض مؤسساته وتسليمه إلي الفوضي والعنف بعد أن يضرب الشك والريب جذوره في النفوس ويتمكن منها سرطان اليأس ؛ فهل آن لنا جميعا أن ننتبه ونتفاعل إيجابيا لدحض دعاوي الفتن والدفاع عن مؤسساتنا الوطنية وإتاحة الفرصة لتتمكن دولة القانون من فرض نفوذها بدلا من دولة البلطجة ولي الذراع والإستقواء بالشارع الذي يحاول بعض المتأمرين والمغيبين فرضه علينا من جديد غير عابئين بوحدة الوطن وأمنه وسلامة أراضيه؟".


في خضم أحداث الخامس والعشرين من يناير وما تلاها من حرق للمنشأت والمؤسسات الوطنية خرج من قلب الميدان هتاف (الشعب يريد تطهير مؤسسات الإعلام والداخلية والقضاء) ؛ والمثير للدهشة أنه بعد تنحي مبارك وسقوط النظام الحاكم وتحت ضغط من إدعوا انهم الثوار والنخبة من العملاء والممولين الذين كانوا يستهدفون إسقاط الدولة المصرية لا إسقاط النظام زادت هذه المؤسسات سوءا فسقط الإعلام المصري أمام  فضائيات قادت ومازالت تقود مشهد الفوضي وتحرض علي العنف وتدعم شق الصف الوطني بتصدير مشاهد وأحداث فردية لعزل مؤسسات الدولة وإفقاد الشعب الثقة في هذه المؤسسات ؛ ومازالت الدولة عاجزة عن ردع هذه الفئة الضالة التي تعمل وفق أجندات تستهدف إسقاط الدولة لصالح رجال أعمال يريدون السيطرة علي خيرات البلاد والمتاجرة بآلام هذا الشعب والمقايضة علي أحلامه وتطلعاته.


وزارة الداخلية لم تنج هي الأخري من هذه المخططات الآثمة والتي تستهدف إحداث فراغ أمني في البلاد يدعم النخبة الفاسدة والعملاء الممولين في تقويض باقي مؤسسات الدولة وكسر إرادتها وإخضاع شعبها لمغامرات حمقي ومغيبين ؛ فشهدت الداخلية في عهد الجاسوس محمد مرسي عودة فصيل من الشرطيين المستبعدين لأسباب أخلاقية وأخري تتعلق بالأمانة إلي الوزارة فباتت هناك يد خفية تعمل علي إحراج المؤسسة الوطنية ويقابلها إعلام يركز علي السلبيات الفردية والتي جاء الكثير منها نتيجة محاولات إستفزازية وسوء سلوك نتج عن إهانة الشرطة في يناير ولا يلقي بالا لكم الإنجاز المشرف في مجال محاربة الإرهاب وحفظ أمن الوطن والمواطن المصري البسيط الكادح ؛ وهذا الإعلام لا يعمل وحده ولكن في إطار منظومة فاسدة ممن أطلقوا علي انفسهم ثوار ونخبة ونشطاء وجمعيات حقوقية تعمل خارج إطار الدولة وضد الدولة متجاهلة سبعمائة شهيد شرطي من الشرفاء وآلاف المصابين من الأبطال.




علي نفس النهج حاول المرتزقة والأوباش الهيمنة علي مؤسسة القضاء فكان قضاة من أجل مصر ؛ ونائب عام معين وتعيينات إخوانية بالنيابة العامة لتلفيق التهم ومحاولة تقويض العدالة وتسييرها في إتجاه دولة دينية فاشية ؛ ولكن صمود رجال القضاء والنيابة العامة وزودهم عن عرين القضاء كان أقوي وأكثر فاعلية في مقاومة جماعات الظلام من الأخوان والعملاء.  



اليوم وبعد ثلاثة أعوام من ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو تيقن خفافيش الظلام ودعاة الفوضي أن الشارع المصري رغم كل الظروف غير المواتية لديه أصرار وعزيمة علي عدم تكرار سيناريو يناير وأن بؤر إنطلاقه أصبحت عقيمة غير فاعلة ؛ فأتجهت هذه الخفافيش لتعمل من داخل بعض النقابات التي حادت عن دورها كحلقات إتصال شرعية بين أعضائها ومؤسسات الدولة ؛ وتحولت من الدور الخدمي والرعوي بل والتربوي إلي بؤر لعقد الإعتصامات والإضرابات متعللة بأحداث فردية مدبرة كانت أو عفوية أو ناتجة كرد فعل وليست كفعل ممنهج ؛ وفي هذا أجزم أن هناك إستفزازا للداخلية خاصة ومحاولات لإفتعال الأزمات معها من أجل مزيد من الصدام .

دورا خفيا يحدث من خلال بعض الأفراد المحسوبين علي هذه النقابات في ظل مجالس إدارات هشة ضعيفة كل مرادها البقاء في علي كراسيها لمدد متعددة لأنها لا تؤمن بتداول السلطة إلا علي منصب رئيس الدولة فتضطر إلي الرضوخ لهؤلاء البلطجية والفوضويين في تحريضها علي الدولة ؛ وإستخدام النقابات كبؤر لتأجيج النار ونقلها إلي الشارع.


النقابات حادت عن دورها التأديبي للذين يسيئون إلي مهنهم سواءا بالإهمال أو بالأتيان بأفعال غير أخلاقية يعاقب عليها القانون ؛ بل وباتت تدافع عنهم وعن كرامتهم وهم الذين ينتهكون آدمية البسطاء وينالون من كرامتهم وأكثر من يفعل علي ذلك دون رادع البعض الكثير من الأطباء والمحامين والنقل العام والمهندسين والصيادلة والفنانين وغيرهم ؛ هذه النقابات التي لا تنتصر لكرامة مواطن أنتهكت أو حياته التي أنتهت أو حقه الذي سلب بواسطة فرد من أفرادها بينما تنتفض إذا خضع أحد من أعضائها للتحقيق من قبل سلطات الدولة بموجب القانون ويتم التأويل وخلق مبررات صنع البطولة ... انه الأستقواء علي الفقراء والبسطاء من الشعب الصابر الصبور المثابر.


وعلي هامش الكمين يجب أن يدرك د. أشرف زكي نقيب الممثلين حقيقة هامة أن إحترام الفنان يأتي من إحترامه لنفسه ؛ وعليه أن يبرهن للشعب رقيه الأخلاقي والفني من خلال سلوكه الشخصي ؛ لأنه القدوة والمثل وهو حامل مشعل التنوير وهو المعبر عن الحضارة الإنسانية وهو صانع الإبداع وضيف كل بيت ؛ ويجب أن يكون للنقابة دور في إعادة الإحترام للفن والفنان ؛ الشعب يطالع يوميا حوادث غريبة فنانين يضبطون وبحوزتهم مخدرات ؛ شقق دعارة ؛ قضايا إثبات نسب ؛ أحاديث علي قنوات فضائية تضرب عمق المجتمع بما فيها من إزدراء للدين وإباحية ؛ وفنانين يدافعون عن حقوق المثليين ؛ وأخرين يشجعون اللعبة الحلوة في معركة الوجود بين شرطة بلادهم والإرهاب ؛ وغيرهم يفرون إلي الخارج للإنضمام إلي ميليشيات الإخوان الإرهابية في تركيا وقطر ؛ و كل هذا أساء للفن المصري ومكانة مصر الفنية الرائدة ويجب أن يكون للنقابة دور تضطلع به والحق أقول أن الشعب يرفض رؤية ممثل في عمل فني وهو مدان أخلاقيا ومجتمعيا وقضائيا لأنه فاقد للمصداقية والأمانة المهنية ؛ وكيف تقبل أن تكون أنت نقيبا لنقابة تحتوي علي مثل هذه النوعية التي تطغي بقبحها علي الغالبية من الفنانين المحترمين بل وتستخرج لها تصاريح عمل وكأنك تكافئها ؛ النقابة للفنان المحترم الملتزم أخلاقيا وهو الذي يطلق عليه نجم ... أعيدوا الإحترام للفن والفنان المصري الذي فقد الكثير من مكانته بفعل أخرين ممن لا يستحقون الإنتماء لهوليوود الشرق ولا أذكرك أننا خرجنا بلا جائزة واحدة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولأول مرة في تاريخ المهرجان.

والداخلية عيلة عريقة وعتيقة وأسرة في بعضيهم وبيتلموا على بعض ويكذبوا العالم ويصدقوا بعض بل والملازم يغلط فينا قدام لواءاته! اي حد منهم يحاسب
٤ الدرس المستفاد: دي داخلية ما قبل ٢٥ يناير بس احنا بقينا غير فاصل ونواصل

وأخيرا سيادة النقيب لا تسمح بأن يتم التحريض علي الدولة من بين جدران نقابتك ومن أفراد محسوبين علي النقابة ؛ ولا سبيل للمن بأن الفنانين هم طليعة ثورة الثلاثين من يونيو لأن الشعب هو القائد وهو المعلم وهو الطليعة دون تفرقة بين طوائفه ؛ وجميل الفعل لايتم إلا بمواصلة المسير في دعم الدولة المصرية فهل تصبح النقابة وفنانيها علي مصر ولو بجنيه أم تكتفون بمثل هذه التغريدات ؟ والتعليق لشعب مصر المبتلي بما تقدمون .
   
       #حافظوا_علي_مصر

ليست هناك تعليقات: