الخميس، 26 مارس 2015

مسافة السكة ياريس

مسافة السكـــة ياريس

             منذ منتصف ليل البارحة وقوات التحالف العربي تشق طريقها لتخليص الشعب اليمني الشقيق من براثن الحوثيين الفوضويين في معركة هي الأغلي في تاريخ العرب الحديث ؛ ذلك أن ظاهرها الأصيل هو دعم الشرعية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ؛ والحفاظ علي وحدة اليمن السعيد والذي لم يصبح سعيدا أبدا بعدما ناله ما ناله من خراب ودمار .


ولكن علينا أن ندرك حقيقة المعركة التي هي رسالة عربية عنيفة للولايات المتحدة الأمريكية وأيران وتركيا ؛ فرغم إختلاف هوية كل منهم ورغم مانراه من صراع مفتعل بين أمريكا وإيران إلا أن الهدف لديهم جميعا كان دائما هو زعزعة إستقرار الوطن العربي وإفتعال الأزمات وتعضيد دور الحركات الإنفصالية تحت ستار حقوق الأقليات تارة ؛ وتداول السلطة تارة ؛ وتارة أخري تعميق الممارسة الديمقراطية ؛ وما أكثر المبررات التي تسوقها هذه الدول ولكل أطماعه في هذه المنطقة الرائعة من العالم تاريخيا وجغرافييا ومعينا من ثروات لا ينضب.

الولايات المتحدة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة في مصر وما يتبعها من نتائج تغيرت معطياتها في هذه المنطقة أصبحت دجاجة مذعورة ؛ فكل الأوراق أختلطت ؛ وتاهت مخططاتها التوسعية والإستعمارية وضاعت أحلام الهيمنة ؛ وأنكشف المستور وراء شعاراتها البراقة ؛  وسقط العملاء والخونة وأصبحت الشعوب العربية تدرك جيدا ما يحاك لها .




ومن واقع هذه المعطيات الجديدة والتي تختلف تماما عن معطيات حرب الخليج تحركت الدول العربية كالإعصار من أجل الحفاظ علي الأمن القومي العربي والذي هو جوهر عاصفة الحزم ؛ ذلك المصطلح الذي بات يفرض نفسه الآن علي معطيات القادة العرب في كل قرار يتخذ بعد فترات من إندثاره نتيجة الخلافات العربية العربية ومساعي دولا لقيطة لتوسيع هوة الخلاف العربي  ؛  ومن ثم خرجت من ادراج النسيان إتفاقية الدفاع العربي المشترك لتوجه رسالة قوية إلي العالم ممثلا في منظمته الدولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن نحن لسنا بحاجة إلي غطاءكم الدولي وفصلكم السابع الممزق والمهلهل من جراء إزدواجية المعايير وما تمارسه الدولة الأولي في العالم وحليفاتها من دعارة سياسية قميئة أفقدتهم الثقة والمصداقية والأحترام بين كل شعوب العالم التي تعاني سوء فعلهم وعظيم جرمهم.   
نعم أيها السادة فقوات التحالف التي تحرر اليمن الآن من براثن الحوثيين تكتب شهادة ميلاد جديدة لقوة عسكرية ناهضة تفرض نفسها بقوة وإحترام علي الجميع ؛ ولتعيد التوازن لموازين القوي في العالم .... التوازن القائم علي الحق والعدل والخير ؛ التوازن القائم علي نصرة المظلوم ونجدة الملهوف دون متاجرة أو مساومة ؛ وقريبا ستقول هذه القوة لكل القواعد الأمريكية في المنطقة وداعا فنحن قادرون علي حماية مقدراتنا بعيدا عن زيفكم وأطماعكم .




الحكومة الإيرانية منذ ليلة البارحة تصرخ كعويل العاهرات في قبضة شرطة الأداب مطالبة بوقف عاصفة الحزم التي تقوم بها قوات التحالف العربي في اليمن ؛  فالأخطبوط الفارسي تتقطع أذرعه في المنطقة يوما بعد يوم ؛ فأمس أنتهي دورهم في أثيوبيا بعد توقيع إتفاقية المبادئ بين مصر والسودان وأثيوبيا في شأن سد النهضة ؛ وانتهي دورهم في السودان بعد غلق كل المكاتب الأيرانية في الشقيقة العربية  والتي أشتركت وللمرة الأولي ضمن قوي التحالف العربي في عاصفة الحزم ؛ وبالأمس أنتهي دورهم في مصر وعملاءهم الخونة والجواسيس من تنظيم الأخوان المسلمين لدينا الآن في السجون ؛ واليوم تتقطع أوصالهم في اليمن السعيد ؛ وغدا في جنوب لبنان وغزة وليبيا وفي كل مكان بالعالم فهم محاطون بالكراهية والبغض من فحش سبيلهم ورذيلة أفكارهم ودناءة ردائهم.  




الرسالة موجهة أيضا إلي الحكومة التركية ؛ عليكم كمثيلتكم الفارسية أن تتخلوا عن أحلام الهيمنة والتوسع فلا عودة إلي الأمبراطورية العثمانية ؛ ولن يكون أردوغان أو غيره خليفة للمسلمين ؛ أغلقوا أبوابكم ولتظل أقصي أحلامكم الإنضمام للإتحاد الأوروبي ولن تنالوه مهما تنازلتم وتنازلتم ؛ فأنتم مجرد عصا انكسرت ؛ وعميلا تعرت عورته ؛ ومهرجا ما عاد يضحك أحدا ؛ وساحرا أنكشفت كل حيله فأنقلب عليه سحره .


يا كل المتأمرين أحذروا وحدة العرب واحذروا غضبة العرب ؛ وأحذروا هذا الجيل من الزعماء العرب ؛ فالعرب باقون بمشيئة الله ؛ ربما سينزلون عليكم من السماء ؛ أو من شقوق الأرض سيخرجون ؛ أو مع هبة ريح سيأتون ؛ لأن تلبيتهم (مسافة السكة) هكذا قال الرئيس السيسي ولم يكذب ولم يبالغ ؛ فلن يقهرهم أحد مهما بلغت قوته لأنهم مترابطون .. متحدون ..مستمسكون بعروبتهم .. معتصمون بدين الله إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.