الخميس، 7 مايو 2015

السطر الأخيــــــر لموجابي

السطر الأخير لموجابي

رئيس زيمبابوي قال:

- لن تذهب العنصرية طالما مازالت الدول المتقدمة تصنع سيارات بيضاء وتضع لها عجلات سوداء ..
- لن تزول العنصرية طالما مازالت الدول المتقدمة تضع أسماء المجرمين في قائمة وتسميها القائمة السوداء ..
- لن تزول العنصرية طالما مازال اللون الأبيض يدل على السلام أما الأسود يدل على الحرب ..
- لكن بالرغم من هذا فأنا فخور لكوني أسود 
لأني بكل بساطة مازلت أمسح مؤخرتي السوداء بورق أبيض!






                  أستوقفتني طويلا  هذه العبارات الواردة علي لسان الرئيس روبرت موجابي وأقتنعت تماما أن العنصرية لن تنتهي من هذا العالم ؛ وربما لن تنتهي إشكالياتنا مع الأخر؛ وذلك ليس للأسباب التي أوردها رئيس زيمبابوي ؛ ولكن المتأمل في السطر الأخير من عباراته يضع يده علي حقيقة الفكر المتردي الذي سيطر و يسيطر علي الكثير منا ويقودنا إلي سنوات من التخلف والتأخر الحضاري ؛ الفكر الذي صنع منا عبيدا وقيدنا خلف قضبان نفسية من الدونية وجعل منا ضحايا لأنفسنا ولسنا ضحايا للأخــــر.

نعم فنحن في خلافاتنا مع الأخر فقط نتبادل الأدوار ... نعيب علي الأخر فعله ونأتيه بدلا من أن نكون النموذج والقدوة لما نكافح من أجله ولما ننادي به ولما يجب أن يكون هوعليه ؛ وهذا المنهج في المواجهة يجعلنا متساوين في الجرم ؛ وينصب من الباطل حقا فتطمس ملامح قضايانا ونظل نصرخ في سراديب الجهل ؛ ونسقط يوما بعد يوم في هوة النسيان ذلك أن فكر الأخر الذي نعيبه هو الذي يقودنا ؛ وأسلوب الأخر بات أسلوبنا ؛ وإنزلقنا في حوار متدن لا طائل من ورائه ونتعجب أن العالم لا يسمعنا ولا يقتنع بعدالة مطالبنا ؛ فالحقيقة أننا لبسنا قشرة الحضارة ومازالت الروح جاهلية .

جوهر إيماننا بقضية ما ألا نأتي عكس عما نطالب به بل علينا نكون نموذجا مجسدا لقيمه ومبادئه ؛ فلكي يؤمن العالم بصدق ما تدعو إليه عليك أن تؤمن أنت به أولا وأن تفعله وتكون القدوة والمثل ؛ وعليك أن تدرك أنه إذا سرقك لص يوما وشرعت أنت في سرقته فكلاكما لصان ؛ وإذا نعتك يوما شخصا ما أنك أسود ثم أتتك الفرصة لتنعته أنه أبيض فكلاكما عنصريان .....

ليست هناك تعليقات: